رسائل وزير التعليم التحفيزية والتشجيعية وجهها بشكل رسمي إلى الطلاب والطالبات.
رسائل وزير التعليم التحفيزية والتشجيعية وجهها بشكل رسمي إلى الطلاب والطالبات.
علي الحازمي
علي الحازمي
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@ أمل السعيد (الرياض) ‏amal222424@
إنجاز جديد حققته المملكة بحصولها على تقدم ملحوظ في نتائج اختبارات TIMSS الدولية، التي أعلنت عنها المنظمة الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA)، بمشاركة 64 دولة من بينها المملكة، إذ سجلت النتائج ارتفاعاً في متوسطات درجات الطلاب لجميع المؤشرات الأربعة الرئيسية مقارنة مع 2015.

ويعطي هذا التقدم في مادتي العلوم والرياضيات مؤشراً للتحرك الجاد الذي تتخذه وزارة التعليم في تحسين نواتج التعليم، ورفع جودته وكفاءته، من خلال حزمة من البرامج التعليمية التي تصب في مصلحة الطالب والطالبة. وأرجع مختصون أن الارتفاع يعود إلى الاستعداد المبكر لتلك الاختبارات، مشددين في الوقت نفسه على أن الاختبارات الدولية معيار مهم يمكن الاعتماد عليه لقياس أداء النظام التعليمي.


اهتمام غير مسبوق

منذ أن بدأ وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ أيامه الأولى في منصبه مطلع يناير 2019 كان ملف اختبارات TIMSS الدولية أحد مستهدفاته، خصوصاً أن الاختبارات تعكس مدى جودة وكفاءة التعليم في المملكة.

وفي الوقت الذي لم يبق إلا نحو شهرين ونصف عن اختبارات TIMSS الدولية وتولي آل الشيخ منصبه، إلا أنه فضل أن تكون اجتماعاته الأولى في الوزارة لها علاقة بتلك الاختبارات للتحفيز والتشجيع للحصول على تقدم في النتائج.

وشملت تحركات آل الشيخ في أسابيعه الأولى بالوزارة لقاءات مع مديري التعليم في المناطق والمحافظات، للعمل على تهيئة الأجواء للطلاب لدخول الاختبارات الدولية، وتدشين المنصة الرقمية للاختبارات الدولية في الرياضيات والعلوم، وتخصيص ورش عمل ولقاءات متخصصة.

ورسائل وزير التعليم التحفيزية والتشجيعية وجهها بشكل رسمي إلى الطلاب والطالبات وقادة وقائدات المدارس، حيث استخدم لغة التحفيز والتشجيع وزرع الثقة فيهم، لإيمانه بأهمية تلك الاختبارات، التي تتطلب وقوف الجميع لتحقيق نتائج متقدمة.

نتائج «مطمئنة»

طمأنت نتائج طلاب وطالبات المملكة في دراسة الاتجاهات الدولية في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم TIMSS 2019 التي نفذتها هيئة تقويم التعليم والتدريب بالشراكة مع وزارة التعليم في أبريل 2019، على خط سير التعليم، من خلال تحقيق المملكة تقدماً ملحوظاً في جميع المؤشرات الأربعة الأساسية مقارنة بنتائج دورة 2015.

ونتائج المملكة في اختبارات TIMSS، يؤكد الرغبة الجادة على التركيز على جودة التعليم وتحسين مخرجاته، حيث بيّنت تقدم المملكة العربية السعودية في الصف الثامن «الثاني متوسط» بمقدار 35 درجة في مجال العلوم، وتقدم بمقدار 26 درجة في مجال الرياضيات، وتقدم ملحوظ في نتائج الصف الرابع الابتدائي بمقدار 12 درجة، وفي الرياضيات بمقدار 15 نقطة مقارنة بمشاركة 2015. وشهد قطاع التعليم في السنوات القليلة الماضية إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج، ما ساهم في تحسن تقدم ملحوظ في نتائج تلك الاختبارات الدولية مقارنة مع نتائج عام 2015. وأوضحت وزارة التعليم في بيانها الذي عقب إعلان النتائج الثلاثاء الماضي، أن التنسيق والعمل المشترك مع هيئة تقويم التعليم والتدريب، والاستعدادات التي سبقت موعد الاختبار بأقل من 100 يوم؛ ساهمت في تحسين نتائج المملكة في الاختبار، كما تشيد الوزارة بالجهود الكبيرة للمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في تحقيق هذا التقدم في النتائج، واستشعارهم للمسؤولية الوطنية للرفع من مستوى نتائج المملكة في المؤشرات الدولية، ورأس المال البشري في مؤشرات الصندوق الدولي، كما تؤكد وزارة التعليم على أن التحسّن الذي تحقق في 2019 محفز لنتائج أفضل مستقبلاً لمواكبة الطموحات، والإمكانات المتاحة للتعليم.

ماذا يعني التقييم ؟

اختبارات TIMSS الدولية تعني الاتجاهات العالمية في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم، ونفذت بشكلها الحالي تحت مسمى (TIMSS) لأول مرة عام 1995، وتعقد بشكل دوري كل 4 سنوات (آخر تطبيق لها كان في عام 2015، بمشاركة أكثر من 60 دولة.

وتهدف إلى الحصول على بيانات شاملة عن المفاهيم والمواقف التي تعلمها الطلبة في مادتي العلوم والرياضيات في الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط، ومتابعة المؤثرات النسبية للتعليم والتعلم في الصف الرابع الابتدائي ومقارنتها مع تلك المؤثرات في الصف الثاني المتوسط، حيث إن مجموعة التلاميذ الذين يتم اختبارهم في الصف الرابع في دورة ما، يتم اختبارهم في الصف الثاني المتوسط في الدورة التالية، ومقارنة تحصيل الطلبة في العلوم والرياضيات في أنظمة تربوية متباينة في خلفياتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

وتتضمن أهداف الاختبارات، التي يشرف عليها الهيئة الدولية لتقويم التحصيل التربوي، إلى الوصول لأهم وأفضل الوسائل المؤدية إلى تعليم أفضل وذلك عبر مقارنة نتائج الاختبارات لدولة ما مع نتائج دول أخرى متقدمة في سياق السياسات والنظم التعليمية المطبقة، والتي تؤدي إلى معدلات تحصيل عالية لدى الطلبة.

اختصاصيان: الارتفاع جيد.. والاختبارات مهمة

قال الأكاديمي الدكتور علي الحازمي لـ«عكاظ»: «في اعتقادي تكمن أهمية اختبار TIMSS لكونه يحظى بتقدير كبير بين عديد من الدول التي تتبنى هذا النوع من الاختبارات في تقييم مادتي الرياضيات والعلوم والتي يصل عددها إلى أكثر من 60 دولة، علاوة على ذلك تتيح هذه الاختبارات مراقبة إنجازات الطلاب بمرور الوقت وفحص مكانة المملكة بالنسبة للعديد من البلدان الأخرى».

وأضاف أنه لا يمكن التقليل من أهمية مهارات القراءة والكتابة والحساب القوية لدى الطلاب في التعليم العام في المملكة، لذلك يعد تفوق الطلاب في المدارس محدداً رئيسياً ومهماً للنجاح الفردي فيما بعد سواء في التعليم أو العمل.

وتابع: «تؤمن المملكة أن تحسين مستويات معرفة القراءة والكتابة والحساب في القوى العاملة سيؤثر بشكل إيجابي على النتائج اقتصادية مستقبلاً، لأن هذه المهارات تعد أساسية لتحسين الإنتاجية والابتكار والقدرة التنافسية، ومن المهم أن نكون قادرين على مراقبة وقياس فعالية مدارسنا في تطوير هذه القدرات لدى الأطفال في جميع المراحل التعليمية».

وذكر أن هذه الاختبارات توضح لصانعي السياسات التعليمية معلومات جيدة عن مدى جودة توفير المدارس في المملكة للاحتياجات التعليمية، كما أنها توفر معلومات عن نقاط القوة والضعف لدى الطلاب في مجالات معينة مثل القراءة والرياضيات والعلوم ومجالات عامة مثل حل المشكلات، وهذه المعلومات ذات قيمة كبيرة في تحديد المجالات التي تتطلب مزيداً من الاهتمام في المناهج المدرسية أو الفصول الدراسية.

واعتبر أن النتائج التي حققتها المملكة نوعاً ما جيدة حيث تحسن مستوى المملكة بـ 7% بين العامين 2015 والعام 2019 في مادة الرياضيات، أما في ما يخص العلوم فقد قفزت المملكة بـ 9% بين العامين 2015 والعام 2019، أعتقد هذا التحسن يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل الدؤوب من قبل وزارة التعليم، لافتاً إلى أن الاختبارات الدولية تتيح لصانعي السياسات والمعلمين مقارنة أداء الطلاب في المملكة مع نظرائهم في البلدان الأخرى.

وأوضحت القائدة التربوية الدكتورة زانة الشهري لـ«عكاظ» أن الاختبارات الدولية سواءً تيمز أو بيرلز أو بيزا مقاييس دولية مهمة لتحصيل الطلاب وتعتمد عليها معظم الدول في قياس أداء الطلبة ومقارنته بنظرائهم في جميع دول العالم، وهي بلا شك معيار مهم يمكن الاعتماد عليه لقياس أداء النظام التعليمي، لكن المهم هو مستوى الاستفادة من هذه الاختبارات في بناء الخطط والسياسات التعليمية وليس فقط إعداد وتهيئة الطلبة للمنافسة في هذه الاختبارات، ولألمانيا تجربة متميزة في الإصلاح الذي تلا نتائج الاختبارات الدولية والذي ظهر على أداء الطلبة الذي تحسن بشكل ملحوظ، مشيرةً إلى أن التقدم الذي حققه الطلاب السعوديون جيداً.

وأضافت أن سبب ارتفاع نتائج الطلبة هو الإعداد المبكر لهذه الاختبارات، لكن مجدداً سيكون هذا التحسن مؤقتاً وطفيفاً ما لم يرافقه إعداد جيد ومحكم لخطط وسياسات التعليم.